اختلف أهل العلم في ذلك على قولين:
القول الأول : يجوز كتابة معاني القرآن الكريم وتفسيره في هامش المصحف الشريف .
قال أبو الوليد الباجي رحمه الله :" فأرادت عائشة أن تثبتها في المصحف – يعني كلمة " وصلاة العصر" في قوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [البقرة/238] - لأنها اعتقدت جواز إثبات غير القرآن مع القرآن، على ما روي عن أبي بن كعب وغيره من الصحابة أنهم جوزوا إثبات القنوت وبعض التفسير في المصحف، وإن لم يعتقدوه قرآنا " انتهى باختصار وتصرف يسير. " المنتقى شرح الموطأ " (1/246).
القول الثاني : لا ينبغي كتابة شيء من التفسير داخل المصحف الشريف
وقد وردت آثار عن السلف يدل ظاهرها على كراهة كتابة أي شيء في المصاحف :
عن عطاء رحمه الله : كان يكره التعشير في المصحف ، وأن يكتب فيه شيء من غيره . والتعشير وضع حلقة في المصحف عند منتهى كل عشر آيات .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أنه رأى خطا في مصحف فحَكَّه وقال : لا تخلطوا فيه غيره.
ويقول علماء اللجنة الدائمة : الأصل الذي جرى عليه عمل الأمة : هو تجريد كتاب الله تعالى من أي إضافة إليه، ويبقى تداول المصحف برسمه المتداول بين المسلمين، دون إضافة أو نقص .
ويَقْوَى الحكم بالجواز وعدم الكراهة في حالة وجود حاجة التعلم، فإذا كان طالب العلم يستفيد من وضعه معاني الكلمات وبعض القراءات في هامش المصحف فلا حرج عليه إن شاء الله .