
هذه كلمات من الربيع بن خيثم تحمل معاني راسخة تُلخّص صلة العبد بربه، وترسم طريقًا واضحًا للتوكل والإيمان والاعتصام بالله.
إنها توجيهات ربانية مستمدة من كتاب الله، تؤكد أن السعادة والنجاة مرهونة بالثقة الصادقة في وعده.
قال الربيع بن خيثم:
إن الله تعالى قضى بخمسة أمور:
أن من توكل عليه كفاه،
ومن آمن به هداه،
ومن أقرضه جازاه،
ومن وثق به نجاه،
ومن دعاه أجاب له.
وتصديق ذلك في كتاب الله:
(وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) [التَّغَابُنِ: ١١].
(وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق: ٣].
(إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ )[التغابن: ١٧].
(وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) [آل عمران: ١٠١].
(وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) [البقرة: ١٨٦].
والربيع بن خيثم الذي أتحفنا بهذه الكلمات الجميلة قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:
الإمام القدوة العابد، أبو يزيد الثوري الكوفي، أحد الأعلام، وأدرك زمان النبي ﷺ.
وعن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:
كان الربيع بن خثيم إذا دخل على ابن مسعود لم يكن له إذن لأحد حتى يفرغ كل واحد من صاحبه، فقال له ابن مسعود:
يا أبا يزيد، لو رآك رسول الله ﷺ لأحبك، وما رأيتك إلا ذكرت المخبتين.
وعلق الذهبي على هذه الرواية بقوله:
فهذه منقبة عظيمة للربيع.
وتجمع هذه التوجيهات التي ذكرها لنا في جوهرها سر الطمأنينة واليقين، إذ تجعل القلب معلقًا برب العالمين وحده، فمن أخذ بها وجد الكفاية والهداية، ومن أعرض عنها ضلَّ عن الصراط المستقيم.
فأيّ من هذه الخمسة (التوكل – الإيمان – الإقراض – الثقة بالله– الدعاء) تجد أنك أحوج ما تكون إليه الآن في حياتك؟