بدأ العدّ التنازلي… واقتربت الأيام التي تهفو فيها الأرواح إلى موسم لا يشبهه موسم: رمضان.
مع كل يوم يمرّ، تشعر القلوب بقرب الضيف الكريم، وتزداد الرغبة في الاستعداد لتفتح صفحة جديدة مع الله قبل الشهر المبارك.
ومَن عرف قيمته لم ينتظر هلاله، بل يبدأ الاستعداد مبكرًا، اقتداءً بالسلف الذين كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلّغهم رمضان، ثم ستة أشهر أن يتقبّل منهم.
كان سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول:
«رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي للزرع، ورمضان شهر الحصاد للزرع».
فالاستعداد عبادة تُهيّئ النفس لنفحات الشهر الكريم.
في رجب يرقّقون القلوب بالاستغفار وتخفيف الملهيات.
وفي شعبان الذي كان النبي ﷺ يكثر فيه الصيام يرفع السلف الهمة في التلاوة.
كما قال ابن رجب رحمه الله:
"كانوا يُقبلون على المصاحف في شعبان إقبالًا لا يشبه ما قبله ولا بعده".
وأخرج البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال للنبي ﷺ:
"لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم في شعبان؟"
فقال ﷺ: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم».
وكان الحسن البصري يقول:
«لا تكلوا القرآن في رمضان، فإن القلب يكلّ كما يكلّ الجسد».
فكانوا يختمون القرآن مرارًا قبل الشهر؛ ليجمعوا قلوبهم من الشتات، ويهيئوا أنفسهم وبيوتهم لأجواء الرحمة.
فإذا حلّ رمضان وجدوا أبوابه مفتوحة، ونوره منسكبًا في نفوسهم، فشعروا بحلاوة لا تُشترى ولا تُوصَف، وازدادوا شوقًا وطاعةً بصدقٍ أكبر الآن.
واليوم نحن أحوج لهذا الاستعداد:
نقلّل الملهيات
نرتب الأولويات
نبدأ ختمة في رجب وثانية في شعبان
نُدخل قلوبنا الجو الإيماني قبل هلال رمضان
وتطبيق مصحف المدينة بقراءة بلا إنترنت، تلاوات خاشعة، تكرار للحفظ، تصفح تلقائي، وورد يومي منظم — خير معين لك.
إن شوقك لرمضان يبدأ بخطوة…
افتح مصحف المدينة اليوم، وابدأ رحلتك واستعد من الآن بختم القرآن.









