الإعجاز القرآني في تنوع الثمرات: من قطرة ماء إلى ألوان الحياة

 الإعجاز القرآني في تنوع الثمرات: من قطرة ماء إلى ألوان الحياة
2025/11/16

﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا﴾ [فاطر: 27]

تبدأ هذه الآية بسؤال تقريري: ﴿أَلَمْ تَرَ﴾، ليحثّ الإنسان على التأمل في مشهد مألوف يوميًا، لكنه يحمل في طياته دلائل عظيمة على قدرة الله وحكمته في الخلق.
 فنزول الماء من السماء ظاهرة طبيعية، غير أن القرآن يلفت النظر إلى تحوّل هذا الماء إلى ثمرات متنوّعة الألوان، وهو ما يبرز عظمة الخالق وإحكامه في نظام الكون.

1. الإعجاز العلمي في تنوع الألوان:

يفسر ابن كثير أن الثمرات المختلفة الألوان تنبثق من الماء الواحد بقدرة الله، فتظهر ألوان متعددة مثل الأحمر، الأصفر، الأخضر، والأبيض، مع اختلاف الطعم والرائحة، وهو دليل على قدرة الله في تنويع الخلق من مصدر واحد. (تفسير ابن كثير، جـ6، صـ378)
ويؤكد السعدي أن هذا التنوع يدل على كمال قدرة الله وحكمته، فالماء الواحد يولّد ثمرات متعددة الألوان والأشكال والطعم من أصل واحد، وهو ما يعكس النظام البديع في الكون. (تيسير الكريم الرحمن، صـ708)

2. الحكمة وراء اختلاف الألوان:

يشير القرطبي إلى أن اختلاف ألوان الثمرات له وظيفة علمية أيضًا، تشمل امتصاص الضوء، حماية الثمرة من الأكسدة، وجذب الملقحات، وهو ما يظهر توازن الخلق وحكمة الخالق. (الجامع لأحكام القرآن، جـ14، صـ212)

كما يلفت الطبري والبغوي إلى أن هذه الألوان ليست جمالًا شكليًا فحسب، بل تظهر بوضوح في الطبيعة كدلائل على قدرة الله وعلمه البالغ. (تفسير الطبري، جـ12، صـ234؛ معالم التنزيل للبغوي، جـ7، صـ198)

وهذا الإعجاز يجمع بين العلم والإيمان: الماء يتحوّل إلى لوحة ألوان حية تعكس حكمة الله ورحمته، وتدعو الإنسان إلى التفكر في قدرة الخالق الباهرة.

شاركنا كيف يعكس تنوع الثمرات قدرة الله البديعة وإعجازه في الكون؟

 

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة