
في رحاب تطبيق مصحف المدينة، نتدبر آيات الله ونتعلم دروسًا عميقة تغير حياتنا. تأملوا معي قول الله تعالى: ﴿اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا﴾.
هذه الآية الكريمة ليست مجرد دعوة للشكر باللسان، بل هي دلالة واضحة على أن الشكر الحقيقي يتجلى بالفعل والعمل، كما يكون بالقول وبالنية الصادقة.
1.كيف كان حاله صلى الله عليه وسلم؟
والشكر لا يختص باللسان فقط، بل يمتد ليشمل كل جوارحنا وأفعالنا. كيف يكون ذلك؟ نتعلم من قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم. فقد كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه الشريفتان، وحين سُئل عن تكلفه هذا الجهد مع مغفرة ذنبه، أجاب بقلبٍ يملؤه الحب والامتنان: "أفلا أكونُ عبدًا شَكورًا؟" [شجرة المعارف والأحوال للعز بن عبد السلام]
2. آيات الشكر: زيادة النعم ومنزلة الشاكرين
إن الله تعالى يأمرنا بالشكر ويعقب عليه بالجزاء العظيم، كما في قوله: ﴿لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ (إبراهيم: 7)، وهو ما يؤكد أن الشكر سبب لزيادة النعم. وأيضًا قوله تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ﴾ (سبأ: 13)، ليدعونا لنكون من هؤلاء القلة الذين يدركون معنى الشكر بفعله وعملهم.
4. حياتنا كلها شكر: تطبيق عملي
لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الاجتهاد والنصب في قيام الليل من جملة الشكر.
هذا يعلمنا أن كل عمل صالح نؤديه، وكل جهد نبذله في طاعة الله، وكل نعمة نستخدمها في مرضاته، هو بحد ذاته شكر عملي يترجم ما في قلوبنا. فلنجعل حياتنا كلها شكرًا لله، قولًا وفعلًا ونيَّةً.
شاركنا: ما هو أقرب عمل تقوم به وتشعر أنه تعبير صادق عن شكرك لله سبحانه وتعالى؟