﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾… وعدٌ ربانيّ للمكروبين!

﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾… وعدٌ ربانيّ للمكروبين!
2025/11/17

يقول الله -جل ثناؤه-:
﴿أَمَّن یُجِیبُ ٱلۡمُضۡطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَیَكۡشِفُ ٱلسُّوۤءَ وَیَجۡعَلُكُمۡ خُلَفَاۤءَ ٱلۡأَرۡضِۗ أَءِلَـٰهࣱ مَّعَ ٱللَّهِۚ قَلِیلࣰا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل ٦٢]
أي: هل يجيب المضطربَ الذي أقلقته الكروبُ، وتعسَّر عليه المطلوبُ، واضطر للخلاص مما هو فيه إلا اللهُ وحده؟
ففي هذه الآية "ينبه تعالى أنه هو المدعُوُّ عند الشدائد، المرجُوُّ عند النوازل، كما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 67]، وقال تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53]، وهكذا قال ههنا: {أَمَّنْ يُ جِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}؛ أي: من هو الذي لا يلجأ المضطر إلا إليه، والذي لا يَكْشِفُ ضُرَّ الْمَضْرُورِينَ سواه. [تفسير ابن كثير]
وقال رجلٌ للنبي : يا رسولَ اللهِ، إلامَ تدعو؟ قال: «أدعو إلى اللهِ وحْدَه، الَّذي إنْ مسَّك ضُرٌّ فدَعَوْتَه كشَفَ عنك، والَّذي إنْ ضلَلْتَ بأرضٍ قَفرٍ  دَعَوْتَه رَدَّ عليك، والَّذي إنْ أصابَتْك سَنَةٌ  فدعَوْتَه أنبَتَ عليك»[صحيح سنن أبي داود (4084)]

من هو المضطر؟!
‌هو المكروب المجهود، الذي مسَّه ضرُّ من فقر، أو مرض، أو نازلة من نوازل الدهر، ولا حول له ولا قوة؛ فهو يرى نفسَه كالغريق في البحر، والضَّالِّ في المتاهة؛ الذي ليست له حيلة!

لم اذا ضمن الله إجابة المضطر؟
قال الشوكاني: الوَجْهُ في إجابَةِ دُعاءِ المُضْطَرِّ أنَّ ذَلِكَ الِاضْطِرارَ الحاصِلَ لَهُ يَتَسَبَّبُ عَنْهُ الإخْلاصُ وقَطْعُ النَّظَرِ عَمّا سِوى اللَّهِ، وقَدْ أخْبَرَ اللَّهُ - سُبْحانَهُ - بِأنَّهُ يُجِيبُ دُعاءَ المُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وإنْ كانُوا كافِرِينَ! … وقالَ: ﴿فَإِذَا رَكِبُوا۟ فِی ٱلۡفُلۡكِ دَعَوُا۟ ٱللَّهَ مُخۡلِصِینَ لَهُ ٱلدِّینَ فَلَمَّا نَجَّىٰهُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ إِذَا هُمۡ یُشۡرِكُونَ﴾ [العنكبوت ٦٥] فَأجابَهم عِنْدَ ضَرُورَتِهِمْ وإخْلاصِهِمْ مَعَ عِلْمِهِ بِأنَّهم سَيَعُودُونَ إلى شِرْكِهِمْ.

أمثلة لدعاء المضطر:
دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده، وجاء في الحديث: "ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٍ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ" [الأدب المفرد، وحسنه الألباني - وراجع تفسير القرطبي لتعرف وجه كونهم مُضطرين]

نموذج عملي:
دخل التابعيُّ الكبير طاوُسُ بنُ ‌كَيْسان على رجلٍ مريضٍ يعوده، فقال له الرجل: ادْعُ اللَّهَ لِي يا أبا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. 
قالَ طاوُسٌ: ادْعُ لِنَفْسِكَ، فَإنَّهُ يُجِيبُ المُضْطَرَّ إذا دَعاهُ!

📢 أخبرنا عن دعائك المحبَّب الذي تدعو به وقت الضيق والاضطرار؟ .. عسى أن ينتفعَ به غيرُك فتنالَ أجرًا ..

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة