
الغفلة من أخطر ما يُصيب القلب، فهي تحجب الإنسان عن الحق وتُنسيه الغاية من وجوده.😔
يقول الله تعالى في سورة يونس: "إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ" (يونس: 7).
هؤلاء الذين انشغلوا بالدنيا وغفلوا عن آيات الله في الكون والقرآن، فقدوا البصيرة التي تهديهم إلى الحق، فالغفلة ليست مجرد نسيان عابر، بل هي انقطاع عن التفكر في عظمة الله ودلائل قدرته.
معنى الغفلة
الغفلة هي حالة يغيب فيها القلب عن ذكر الله، فيصبح الإنسان أسيرًا للدنيا وملهياتها. يقول الله تعالى: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ" (الحشر: 19).
فمن نسي الله، أُنسيَ نفسه، فلم يعد يدرك حقيقة وجوده أو مصيره. وقد شبّه ابن القيم الغفلة بنوم القلب، فإذا استيقظ، رأى الحقيقة التي كان غافلاً عنها.
أسباب الغفلة
1- الانشغال بالدنيا: يحذرنا الله فيقول: "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ" (الحجر: 3). فطول الأمل وحب الدنيا يُعميان القلب عن التفكر في الآخرة.
2- اتباع الهوى: يقول الله: "أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ" (الجاثية: 23). فمن أطاع هواه، غفل عن الحق.
3- مجالسة الغافلين: يؤكد القرآن أهمية الصحبة في قوله: "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ" (الكهف: 28)، فالصحبة السيئة تُغرق القلب في الغفلة.
علاج الغفلة
1- التدبر في آيات الله: يدعو الله عباده قائلاً: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا" (محمد: 24)
فالتدبر يُحيي القلب ويزيل غشاوة الغفلة.
2- الذكر والاستغفار: يقول الله: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد: 28).
فالذكر هو الحياة للقلوب الميتة بالغفلة.
3- صحبة الصالحين: يحثنا الله على مصاحبة الخيّرين: في قوله: "وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ" (لقمان: 15).
فاحرص على مجالستهم فما أطيب ريحهم، وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم
ختامًا
الغفلة ظلام يحيط بالقلب، واليقظة نور يهدي إلى الله. يقول الله تعالى: "أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ" (الأنعام: 122).
فمن تدبر آيات الله، أحيا قلبه، ومن غفل عنها، ضل في الظلمات.
كيف يمكنك اليوم أن تخصص لحظة للتدبر في آية من القرآن لإيقاظ قلبك من الغفلة؟
شاركنا في التعليقات بالأسفل 👇