
ضيق الصدر... حين يُصبح علامة على الخطر
هل جرّبت يومًا شعور الضيق الذي لا يُفسَّر؟
كأنّ صدرك يضيق شيئًا فشيئًا، وتشعر بأن الهواء من حولك لا يكفي...
تسأل نفسك: لماذا كل هذا الضيق؟ لماذا أشعر وكأنني أختنق دون سبب واضح؟
هذا أقرب مثال يمكن أن يوضح معنى هذه الآية والفرق فيها بين الهداية للإسلام والضلال والإعراض عنه عافانا الله وإياكم.
قال تعالى: {فمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ، وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}
📖 [الأنعام: 125]إنه تصوير رباني بديع لحال من أُغلِق قلبه عن الهداية... ضيقٌ لا يُطاق، وضلالٌ لا يُفهم، وكأنّ صدره يصعد به إلى السماء حتى يختنق!
✨ شرح الآية وتأملات إيمانية:
قال الله تعالى:
{فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}
أي يفتح له قلبه، ويجعل فيه قبولًا للحق، وطمأنينة للشرع، ومحبة للطاعة.ثم قال بعدها:
{وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَاْ يَصَّعَّدُ فِيْ السَّمَاْءِ}
ابن عباس رضي الله عنهما قال: "الحرج هو الضيق الشديد، لا يكاد قلبه يُطيق ذكر الله ولا يقبل الإسلام."
وهنا يبرز الإعجاز العلمي العظيم في التشبيه القرآني:
ففي زمان نزول القرآن لم يكن البشر على دراية بما يحدث للجسم عند الصعود في السماء، لكن العلم اليوم يخبرنا أن الإنسان كلما صعد إلى طبقات الجو العليا، قلَّ الأوكسجين، وضاق التنفس، وشعر بالاختناق نتيجة لانخفاض الضغط الجوي وقلة الهواء.
وهذا بالضبط ما عبّرت عنه الآية الكريمة بقولها: "كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ" وهو تعبير دقيق يصف الحالة الفسيولوجية التي يشعر بها الإنسان عندما يكون على ارتفاعات عالية.
👈 هذا التشبيه المعجز يجعلنا نُدرك كيف أن الضيق الروحي الناتج عن الضلال، يُشبه تمامًا الضيق الجسدي الذي يحدث عند صعود السماء!
🌿 الفرق بين أهل الهداية وأهل الغفلة:
قال رسول الله ﷺ:
"إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط"
📌 رواه الترمذي (2396) وصححه الألباني.فالمؤمن، رغم الألم والابتلاء، يشعر بانشراح صدر وراحة قلب لا تُشترى، لأن النور في قلبه يُضيء الطريق.
💭 الوساوس وضيق الصدر... هل هي علامة ضعف؟
وقد تصيب العبد أحيانًا وساوس وهموم تقتحم قلبه دون إرادته، فيظن أنه ضعيف الإيمان أو بعيد عن ربه، وهذا ظنّ خاطئ.
فالوسوسة ليست دليلًا على ضعف، بل قد تكون دليلًا على صدق الإيمان، إذا كرهها العبد ونفر منها.
قال النبي ﷺ:
"إن الله تجاوز لأمتي عما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم." رواه البخاري ومسلم.وجاءه بعض الصحابة فقالوا: "يا رسول الله، نجد في أنفسنا ما نعظم أن نتكلم به."
فقال ﷺ: "أوقد وجدتموه؟" قالوا: نعم. قال: "ذاك صريح الإيمان." رواه مسلم.
✍️ أبيات شعرية معبّرة:
إذا ضاقَ الفؤادُ فلا تـيأسْ فربُّك بالرجاءِ يُنادي & وكم مِنْ ضيقٍ إذا صَبَرتْ نفَسَتهُ رحمةُ الجوادِ
في زمن امتلأ بالضغوط والفتن، كثيرون يشعرون بالضيق ولا يعرفون سببه…
لكن القرآن يرشدنا إلى الحقيقة:
الهداية تُنير القلب وتشرح الصدر، والبعد عن الله هو الظلام والضيق الحقيقي.
💬 هل شعرت يومًا بانشراح قلبك حين اقتربت من الله؟
📌 ما هي أكثر اللحظات التي شعرت فيها أن صدرك منفتح، ونفسك مطمئنة؟
شاركنا تجربتك... فلعلها تكون سببًا في هداية غيرك. نسأل الله أن ينفع بنا وبكم ♥️