في يومٍ اجتمع فيه الزمان والمكان… أتمّ الله نعمته علينا.

في يومٍ اجتمع فيه الزمان والمكان… أتمّ الله نعمته علينا.
2025/05/21


هل مرّ عليك يومٌ كان فيه الإسلام في أكمل حالاته؟
يومٌ أعلنت فيه السماء أن الدين قد اكتمل، وأن النعمة قد أُتمت، وأن الإسلام هو الدين المرضي عند الله؟
ذلك هو يوم نزول قوله تعالى:

﴿ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَـٰمَ دِينٗا ﴾
[المائدة: 3]

آيةٌ تحمل شهادة ربانية بأن الإسلام دينٌ كامل في تشريعاته، أخلاقه، ومنهجه الحياتي، ونعمةٌ تامة لا نقص فيها.

 

🟩 سبب النزول: لحظة الوداع والإكمال

روى البخاري (45) ومسلم (3017) - وهو حديث صحيح - عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رجلًا من اليهود قال له:
"يا أمير المؤمنين، آيةٌ في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا!"
قال: "وأي آية؟"
قال: ﴿ ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ ﴾
فقال عمر:
"إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله ﷺ وهو قائم بعرفة يوم الجمعة."

نزلت الآية في حجة الوداع (10 هـ)، في يوم عرفة، وهو يوم الجمعة، وقيل إنها نزلت وقت العصر أو المغرب (كما في رواية الترمذي 3044، حسن صحيح). كانت هذه اللحظة ختام الرسالة، وإعلانًا بتمام التشريع في العبادات، المعاملات، والأخلاق.

 

🕋 إعلان كمال الدين في عرفة

يوم عرفة ليس مجرد يوم وقوف الحجيج، بل هو يوم إعلان الله أن هذا الدين قد اكتمل:

  • كمال التشريع: شملت الآية تحريم بعض الأطعمة (كما ذكر الطبري)، وإتمام أحكام الحج والعبادات.

  • كمال المنهج: لا حاجة لدين آخر أو نبي غير محمد ﷺ.
    قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
    "هذه من أعظم نعم الله على هذه الأمة، حيث أكمل لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم ﷺ."
    وأضاف الطبري رحمه الله:
    "اكتمال الدين يعني إتمام الأحكام الشرعية، وشمول الإسلام لكل جوانب الحياة."

في مشهد الحج، تتجلى وحدة الأمة وكمال الدين، حيث يجتمع المسلمون على منهج واحد، متمسكين بكتاب الله وسنة رسوله.

 

🛡️ الرسالة للمؤمن اليوم: تمسّك ولا تبتدع

اكتمال الدين يعني أن كل إضافة في العبادات أو تحريف في الشرع بدعة مرفوضة.
قال النبي ﷺ:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ"
[رواه البخاري (2697) ومسلم (1718)].

هذا الحديث يشير إلى البدع في العبادات، بينما يسمح الإسلام بالإبداع في الأمور الدنيوية كالعلوم والتقنية إذا لم تتعارض مع الشرع.
فمن تمام الإيمان أن نلتزم بما أكمله الله، دون زيادة أو نقصان.
 

✍️ من روائع الشعر

ديني الذي كمُلَ البيانُ بنورهِ
وتجلّتِ الأفهامُ في تفصيلهِ
لا نبتغي بعدَ الرسولِ تكمُّلاً
فالحقُّ أُودِعَ في صميمِ سبيلهِ

💬 تأمل معي

إذا كان الدين قد كَمُل، فلماذا يبحث البعض عن مناهج جديدة أو يحرف السنن؟
هل هو الجهل بالدين؟ أم التهاون في تطبيقه؟
شاركني رأيك: كيف يمكننا أن نعيش هذا الكمال في حياتنا اليومية؟
وهل شعرت يومًا أن إيمانك بحاجة إلى تجديد بالتمسك بهذا الدين الكامل؟

بحث

الأكثر تداولاً

ellipse

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة