
قال تعالى: ﴿كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ﴾
(سورة طه: 126)
نداءٌ من الآخرة!
تخيّل أن يُقال لك يوم القيامة: لقد نسيتَ آيات الله في دنياك، فهأنذا أنساك في آخرتك!
إنها لحظة ترجف لها القلوب، وتدمع لها العيون.
آية تقرع أبواب الغفلة وتوقظ الأرواح من سُباتها. ما أعظم هذا الوعيد! وما أشد هذا العقاب! كيف يُنسى من نسي؟ وأيّ نسيانٍ أعظم من نسيانٍ في يومٍ أحوج ما يكون فيه العبد إلى الرحمة والرجاء؟!
🔎 تفسير الآية بإيجاز:
﴿أَتَتْكَ آيَاتُنَا﴾: أي جاءك الوحي والحجج والبراهين.
﴿فَنَسِيتَهَا﴾: أي أعرضت عنها، وتجاهلتها عمدًا، لا مجرد النسيان الطبيعي.
﴿وَكَذَٰلِكَ ٱلۡيَوۡمَ تُنسَىٰ﴾: أي تُترك وتُهان، ولا يُلتفت إليك، عقوبةً على تجاهلك لآيات الله.
قال ابن كثير: الجزاء من جنس العمل، فمن نسي الله نسيه الله، أي تركه في العذاب ولا يرحمه.
📖 النسيان المقصود... إهمالٌ لا عذر!
ليس النسيان هنا مجرد ذهولٍ عابر، بل هو تخلٍ عن العمل، وإعراضٌ عن الذكر، وانشغالٌ بالدنيا عن المصير. وهذا أشد أنواع الجحود!
وقد جاء في الحديث الصحيح:
"يُجاءُ بالرجلِ يومَ القيامةِ، فيُقالُ له: ألم أُكرِمْكَ؟ وأسَوِّدْكَ؟ وأزوِّجْكَ؟ وأسخِّرْ لك الخيلَ والإبلَ؟ وأُذَرْكَ تَرْأَسُ وتَرْبَحُ؟ فيقولُ: بلى، فيُقالُ: أفظننتَ أنَّك مُلاقِيَ؟ فيقولُ: لا، فيُقالُ: اليومَ أُنسَاكَ كما نسيتَنِي"
📚 [صحيح مسلم: 2968]
وهنا يظهر معنى النسيان .. نسيان الله جلّ وعلا!
✨ تأملات: كيف نتجنب هذا المصير؟
- 📖 تلاوة القرآن والعمل به.
- 🤲 دوام الذكر والتوبة.
- 🕊️اغتنام الحياة قبل الموت.
وقد قيل:
إذا ما خلوتَ الدهرَ يومًا فلا تقلْ
خلوتُ ولكن قلْ عليّ رقيبُ
🏅 ومضة من نور الشهادة:
من عاش ذاكرًا لله، عاملاً بأوامره، كان له جزاء عظيم!
وقد قال ﷺ: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"
📚 [البخاري: 2810]
📝 هل نسيت أم تذكّرت؟
أيها القارئ الكريم.. تأمّل حالك، هل أنت ممن يتلو آيات الله ويتذكر؟ أم ممن تأتيه الآيات فينسى؟
لا تجعل هذه الآية وصفًا لك.. بل اجعلها جرس إنذار يُوقظ قلبك.
اكتب لنا في التعليقات: ما الآية التي تذكّرك بالله كلما قرأتها؟ 💬👇