قصة آية 📖 .. بشارة تهزّ القلوب!❤️🌿

قصة آية 📖 .. بشارة تهزّ القلوب!❤️🌿
2025/04/13

كان الصحابةُ -رضوان الله عليهم- أشدَّ الناس توقيرًا وإجلالاً لرسول الله ﷺ، وذلك امتثالاً لقول الله عز وجل: ﴿إِنَّاۤ أَرۡسَلۡنَـٰكَ شَـٰهِدࣰا وَمُبَشِّرࣰا وَنَذِیرࣰا ۝٨ لِّتُؤۡمِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُۚ وَتُسَبِّحُوهُ بُكۡرَةࣰ وَأَصِیلًا ۝٩) [الفتح: 8-9].

﴿وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾ أي: تعزروا الرسول ﷺ وتوقّروه أي: تعظّموه وتجلّوه، وتقوموا بحقوقه، كما كانت له المنة العظيمة برقابكم [تفسير السعدي].

 

خطيب الأنصار🎤

ومعنا اليوم صحابيٌّ جليلٌ ضرَب مثلاً رائعًا في هذا التوقير والإجلال لرسول الله ﷺ، وهو: ثَابِتُ بنُ قَيْسِ بنِ شَمَّاسٍ الأَنْصَارِيُّ. خَطِيْبُ الأَنْصَارِ، كَانَ جَهِيْرَ الصَّوْتِ، خَطِيْباً بَلِيْغاً. وهو مِنْ نُجَبَاءِ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ ﷺ. وهو الذي خطب بين يدي رسول الله ﷺ عند مَقْدَمِه المدينة؛ فقال: نمنعُكَ مما نمنعُ منه أنفُسَنا وأولادنا، فما لنا؟ فقال له رسول الله ﷺ: "الجنة". فقالوا: رضينا. [سير أعلام النبلاء (1/ 309)].

ولثابتٍ رضي الله عنه قصةٌ مع آية من كتاب الله عز وجل، تكشف عن حرصه الشديد على توقير النبي ﷺ أشدَّ التوقير والإجلال.

 

بشارة تهزّ القلوب! ❤️

كان ثابتُ بن قيس رضي الله عنه، في أُذُنيه وقْرٌ (ثقل يمنعه من السماع بشكل جيد)؛ ولهذا كان جهيرَ الصوت، أي إنه إذا تحدث أمام رسول الله ﷺ يكون صوتُه مرتفعًا رغمًا عنه، وليس عن تعمُّد رفع الصوت. فلما نزل قول الله جل ثناؤه: 

﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَرۡفَعُوۤا۟ أَصۡوَ ٰ⁠تَكُمۡ فَوۡقَ صَوۡتِ ٱلنَّبِیِّ وَلَا تَجۡهَرُوا۟ لَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ كَجَهۡرِ بَعۡضِكُمۡ لِبَعۡضٍ أَن تَحۡبَطَ أَعۡمَـٰلُكُمۡ وَأَنتُمۡ لَا تَشۡعُرُونَ﴾ [الحجرات ٢]. 

 

أقام ثابت بن قيس في منزله مهمومًا حزينًا مخافة أن يكون حبِط عمله؛ واحْتَبَسَ عَنِ النبيِّ صﷺ، فَسَأَلَ النبيُّ صﷺ سَعْدَ بنَ مُعاذٍ، فقالَ: يا أبا عَمْرٍو، ما شَأْنُ ثابِتٍ؟ اشْتَكَى؟ قالَ سَعْدٌ: إنَّه لَجارِي، وما عَلِمْتُ له بشَكْوَى، قالَ: فأتاهُ سَعْدٌ، فَذَكَرَ له قَوْلَ رَسولِ اللهِ صﷺ، فقالَ ثابِتٌ: أُنْزِلَتْ هذِه الآيَةُ، ولقَدْ عَلِمْتُمْ أنِّي مِن أرْفَعِكُمْ صَوْتًا علَى رَسولِ اللهِ صﷺ، فأنا مِن أهْلِ النَّارِ، فَذَكَرَ ذلكَ سَعْدٌ للنبيِّ صﷺ، فقالَ رَسولُ اللهِ صﷺ: بَلْ هو مِن أهْلِ الجَنَّةِ. [أخرجه البخاري (3613)، ومسلم (119)].

وفي روايةٍ: زادَ أنس رضي الله عنه، راوي الحديث: "فَكُنَّا نَراهُ يَمْشِي بيْنَ أظْهُرِنا رَجُلٌ مِن أهْلِ الجَنَّةِ".

فكان ثابت بعد ذلك إذا كان عند النبي- ﷺ- خفض صوتَه؛ فلا يسمع مَن يليه، فنزلت فيه بعد الآية الأولى: (إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْواتَهُمْ) يعني: يخفضون كلامهم عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ. (أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ) يعني: أخلص الله قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوى. (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَأَجْرٌ) يعني جزاءٌ عَظِيمٌ.

فما أجمل وأعظم هذه البشارة بالجنة التي زفَّها رسولُ الله ﷺ إلى ثابت بن قيس؛ ليسكّن بها خوفَه الشديدَ الذي أصابه خشية أن يكون حبِط عمله وبات من أهل النار.

 

البشارة تتحقق!⚔️

وقد تحققت هذه البشارةُ يوم اليمامة؛ فقضى ثابت بن قيس رضي الله عنه شهيدًا يَوْمَ الْيَمَامَةِ في حرب مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ سَنَةَ 12 هـ.

فعَنْ أَنَسٍ أَنَّ ثَابِتَ بنَ قَيْسٍ جَاءَ يَوْمَ اليَمَامَةِ وَقَدْ تَحَنَّطَ، وَلَبِسَ ثَوْبَيْنِ أَبْيَضَيْنِ، فَكُفِّنَ فِيْهِمَا، وَقَدِ انْهَزَمَ القَوْمُ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ هَؤُلَاءِ، وَأَعْتَذِرُ مِنْ صَنِيْعِ هَؤُلَاءِ، بِئْسَ مَا عَوَّدْتُم أَقْرَانَكُم! خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهُم سَاعَةً. فَحَمَلَ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ! [سير أعلام النبلاء» (1/ 311)].

💡فما أجمل أن نجعل من هذه القصة دافعًا لنا لمزيد من الحب والتوقير والاتباع للرسول ﷺ!

💡هل كنتم تعرفون هذه القصة من قبل؟ شاركونا تأملاتكم وانطباعاتكم حول هذه الفائدة في التعليقات، 📝💬

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة