الزواج في شوّال .. سنة منسية!💍🌙

الزواج في شوّال .. سنة منسية!💍🌙
2025/04/14

تقول أمُّ المؤمنين عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا -فيما يرويه عروةُ عنها-:

"تَزَوَّجَنِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَوَّال، وَبَنَى بِي فِي شَوَّال، فَأَيّ نِسَاء رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْظَى عِنْده مِنِّي؟"

قَالَ عروةُ : "وَكَانَتْ عَائِشَة تَسْتَحِبّ أَنْ تُدْخِل نِسَاءَهَا فِي شَوَّال". [رواه مسلم (1423)]

شَوَّال: هو اسمُ الشهر الذي يلي رمضان، وهو شهر عيد الفطر ، وأول أشهر الحج. وسُمِّيَ بذلك من قول العرب: "شالت الناقة"، إذا خفَّ لبنها. وقد جعلوه كنايةً عن الهلاك؛ إذ قالوا: "شالت نعامتُهم"؛ أي: هلكوا.

وكان العربُ قبل الإسلام يتشاءمون من عقد النكاح في شهر شوال، ويقولون: إن المنكوحة تمتنع من ناكحها، حتى تمتنع طروقة الجمل إذا لقحت وشالت بذنبها. فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم طيرتهم هذه بزواجه من عائشة رضي الله عنها في شوَّالٍ مِن السَّنةِ الأُولى مِن الهِجْرةِ، أوِ الثَّانيةِ.

قال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لحديث عائشة السابق:

"وَقَصَدَتْ عَائِشَةُ بِهَذَا الْكَلَام رَدّ مَا كَانَتْ الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ، وَمَا يَتَخَيَّلهُ بَعْضُ الْعَوَامّ الْيَوْم مِنْ كَرَاهَة التَّزَوُّج وَالتَّزْوِيج وَالدُّخُول فِي شَوَّال، وَهَذَا بَاطِل لَا أَصْل لَهُ، وَهُوَ مِنْ آثَار الْجَاهِلِيَّة، كَانُوا يَتَطَيَّرُونَ بِذَلِكَ لِمَا فِي اسْم شَوَّال مِنْ الْإِشَالَة وَالرَّفْع". [شرح صحيح مسلم (9 /209)]

 

لا زال التشاؤمُ باقيا .. هل تصدق؟!🧐💡

وإن تعجبْ من أن هذا الاعتقادَ الجاهليَّ ظلَّ موجودًا إلى عصر الإمام النووي المُتوفَّى عام 676 هـ؛ فالأكثر عجبًا أننا وجدنا بقايا لهذا الاعتقاد باقيةً في الناس إلى يومنا هذا؛ حيث عثرنا في بعض مواقع الفتاوى الإسلامية على مَن يسأل: "هل ما يقوله الناس في ترك الزواج في شهر شوال صحيح؟"، ومَن يسأل: "عن ما يعتقده الناس في آسيا أنه من السيئ جدا أن يتم الزواج بين العيدين (عيد الفطر وعيد الأضحى) لأنه لو تم الزواج في هذه الفترة فسيموت أحد الزوجين"! [راجع موقع الإسلام سؤال وجواب: فتوى رقم (12364)، ورقم (13475)].

ومن هنا، أبطل النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا التشاؤم والتطيُّر الجاهلي بزواجه من عائشة رضي الله عنها في شهر شوال؛ حتى قالت هي نفسُها رضي الله عنها لنِسْوةٍ كنَّ يكْرَهْنَ الابْتِناءَ بأزْواجِهِنَّ في ‌شوّال: ما ‌تزَوَّجني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلّا في ‌شوّال، وما دخَلَ بي إلّا في ‌شوّال، فمَن كان أحْظَى منِّي عندَه؟ وكانت تَسْتَحِبُّ أن يَدْخُلْنَ على أزواجِهِنَّ في ‌شوّال [أخرجه أحمد (24272)، ومسلم (1423)].

 

ردّ ساحق على أوهام الجاهلية!✅

والمعنى: لا أحد أكثر حظوةً عند النبيّ - صلى اللَّه عليه وسلم - منّي، مع أنه - صلى اللَّه عليه وسلم - تزوّجني في شوّال، وبنى بي فيه؛ فبطل بذلك ما كان يزعمه الجاهليّة من التشاؤم بهذا الشهر.

وقولها: "تُحِبُّ أَنْ تُدْخِلَ نِسَاءَهَا" أي نساء قومها على أزواجهنّ "في ‌شَوّالٍ" تبرّكًا بما حصل لها فيه من الخير برسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ومن الحظوة عنده، ولمخالفة ما يقوله الجهّال من ذلك.

 

إحياء سنة مهجورة🌙

وقال الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث: "فِيهِ اسْتِحْبَاب التَّزْوِيج وَالتَّزَوُّج وَالدُّخُول فِي شَوَّال، وَقَدْ نَصَّ أَصْحَابنَا (يعني: الشافعية) عَلَى اسْتِحْبَابه، وَاسْتَدَلُّوا بِهَذَا الْحَدِيث".[شرح النووي على مسلم (9 /209)]

وقال الإمام الذهبي رحمه الله: "كانتِ العَرَبُ تَستحبُّ لنسائها أن يُدخَلْنَ على أزواجهنَّ في شوالٍ". [سير أعلام النبلاء (2 /164)]

وقد نَصَّ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ عَلَى أَنَّهُ يُسَنُّ لِلرَّجُل أَنْ يَتَزَوَّجَ فِي ‌شَوَّال وَيَدْخُل فِيهِ [الموسوعة الفقهية الكويتية (41/ 220)]

 

🌙 شارك هذا المقال مع من تُحب، ودع هذه السنّة تُبعث من جديد في زمن كثر فيه التطيّر والخرافة 💬

⬅️ وقل لنا في التعليقات💬: هل سبق وسمعت بهذه المعلومة من قبل؟ وهل تعتقد أن مثل هذه المعتقدات لا زالت موجودة في محيطك؟🤔

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة