
الإمام ورش، إمام القراءة بالديار المصرية، صاحبُ واحدةٍ من أشهر التلاوات في العالم الإسلامي حاليًا، والقراءةُ بروايته تنتشر في عدة بلدان؛ منها: الجزائر والمغرب وموريتانيا والسنغال والنيجر ومالي ونيجيريا، كما تُعرف كذلك في بعض مناطق تونس ومصر وليبيا وتشاد.
من هو؟ .. ولماذا سُمّي بـ"ورش"؟!🌟👇
هو: عثمان بن سعيد المصري. وكنيته: (أبو سعيد)، ولَقَّبَهُ شيخُه نافعٌ بـ (وَرْشٍ)؛ لِشِدَّةِ بَيَاضِهِ، وَالوَرْشُ: لَبَنٌ يُصْنَعُ. وَقِيْلَ: لَقَّبَهُ بِطَائِرٍ اسْمُهُ (وَرْشَانُ)، ثُمَّ خُفِّفَ، فَكَانَ لَا يَكرَهُهُ، وَيَقُوْلُ: نَافِعٌ أُسْتَاذِي، سَمَّانِي بِهِ.
وُلِدَ ورش سنةَ (١١٠ ه) بـ "قَفْط"، في صعيد مصر، ثم رحل إلى الإمام نافع بالمدينة فقرأ عليه عِدَّةَ ختماتٍ سنةَ (١٥٥ ه)، ثم رجع إلى مصر وأقرأ الناسَ مدةً طويلةً ، ثم تُوُفِّيَ بها سنةَ (١٩٧ ه) عن ٨٧ عامًا.
٣٠ آية فتحت له القلوب!📖
ولقراءة ورش، على الإمام «نافع» المدني قصة لطيفة يرويها الذهبي نقلاً عن أبي عمرو الداني بسنده … حيث حدث ورشٌ فقال: خرجتُ من مصر لأقرأ على نافع، فلما وصلتُ إلى المدينة سرت إلى مسجد نافع، فإذا هي لا تُطاق القراءةُ عليه من كثرتهم،
وإنما يقرئ ثلاثين - أي آية - فجلستُ خلف الحلقة، وقلتُ لإنسان: مَن أكبرُ الناس عند نافع؟ فقال لي: كبير الجعفريين، فقلت: فكيف به؟ قال: أنا أجيء معك إلى منزله، وجئنا إلى منزله فخرج شيخ، فقلت: أنا من مصر، جئت لأقرأ على نافع فلم أصل إليه، وأُخبرتُ بأنك مِن أصدقِ الناس له، وأنا أريد أن تكون الوسيلةَ إليه، فقال: نعم وكرامة، وأخذ طيلسانه ومضى معنا إلى نافع،
فقال له الجعفري: هذا وسيلتي إليك، جاء من مصر ليس معه تجارة ولا جاء لحجٍّ، إنما جاء للقراءة خاصةً، فقال: ترى ما ألقى من أبناء المهاجرين والأنصار، فقال صديقُه: تحتال له، فقال لي نافع: أيمكنك أن تبيت في المسجد؟
فقلت: نعم، فبتُّ في المسجد، فلما أن كان الفجر جاء نافعٌ فقال: ما فعل الغريب؟ فقلت: ها أنا رحمك الله، قال أنت أولى بالقراءة، وكنت مع ذلك حسن الصوت مداداً به فاستفتحتُ فملأ صوتي مسجدَ رسولَ الله صلى الله عليه سلم فقرأت ثلاثين آية،
فأشار بيده أن أسكت فسكتُّ، فقام إليه شاب من الحلقة فقال: يا معلم أعزك الله، نحن معك وهذا رجل غريب، وإنما رحل للقراءة عليك وقد جعلتُ له عشراً وأقتصر على عشرين، فقال: نعم وكرامة، فقرأتُ عشراً،
فقام فتى آخر فقال كقول صاحبه، فقرأتُ عشراً، وقعدت حتى لم يبق أحدٌ ممن له قراءة، فقال لي: اقرأ فأقرأني خمسين آية، فما زلت أقرأ عليه خمسين في خمسين حتى قرأتُ عليه ختماتٍ قبل أن أخرج من المدينة. [معرفة القراء الكبار للذهبي 1/ 153].
👨🎓 تلاميذ الإمام ورش
عرض عليه القرآن: أحمد بن صالح، داود بن أبي طيبة، أبو الربيع سليمان، عامر بن سعيد، أبو الأشعث الجرشي، وعبد الصمد بن عبد الرحمن بن القاسم، ومحمد بن عبد الله بن يزيد المكي، ويونس بن عبد الأعلى، وعمر بن بشار وغيرهم.
🌟 ثناء العلماء عليه
قال الحافظ أبو العلاء:
وكان ثقةً حجة في القراءة.
وقال أبو يعقوب الأزرق: إن ورشاً لما تعمق في النحو وأحكمه اتخذ لنفسه مقرأً يسمى مقرأ ورش.
وقال الذهبي:
إليه انتهت رياسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه.
📤 شارك هذا المقال مع من تحب، فلعلّها تزرع في قلب أحدهم حبَّ القرآن كما زرع في قلب ورش 💚
والآن وصلنا للنهاية وسؤال التحدي! لماذا سمي بـ"ورش"؟ هل عرفتها من أول مرة أم راجعت الفائدة مرة أخرى لمعرفة الإجابة؟