تمثل قصة أصحاب الأخدود واحدةً من أعظم مشاهد الثبات في القرآن الكريم، حيث يواجه أهل الإيمان بطش ملكٍ جائر لا يرحم، فلا يزدادون إلا رسوخًا.
وقد جاء ذكر القصة في سورة البروج، حيث قال تعالى:
{قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ (4) النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ (5) إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ (6) وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ (7)}.
تُفصل السنة النبوية خلفيات القصة في الحديث الصحيح المشهور:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاما أعلمه السحر، فبعث إليه غلاما يعلمه. فكان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد اليه وسمع كلامه فأعجبه، فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه. فإذا اتى الساحر ضربه، فشكا ذلك الى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر.
فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجًرا فقال: اللهم ان كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس. فأخبر الراهب فقال: يا بني، أنت اليوم أفضل مني، وقد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي.
وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء بإذن الله.
فسمع به جليس للملك كان أعمى، فآمن بالله فشفاه الله، فغضب الملك وعذبه حتى دل على الغلام.
ثم عذب الغلام حتى دل على الراهب، فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه. ثم فعلوا مثل ذلك بجليس الملك.
ثم حاول الملك قتل الغلام على الجبل وفي البحر، فكان الغلام يدعو الله فينجو. ثم قال للملك: لن تقتلني حتى تفعل ما آمرك به؛ تجمع الناس و تصلبني وتأخذ سهما من كنانتي وتقول: باسم الله رب الغلام، ثم ترميني. فلما فعل ذلك مات الغلام، فقال الناس: آمنا برب الغلام.
فأمر الملك بالأخاديد فخدت وأضرمت النيران، وكل من ثبت على إيمانه ألقوه فيها، حتى جاءت امرأة معها ابن لها رضيع فتقاعست، فقال لها الصبي: يا أماه اصبري فإنك على الحق».
وختامًا:
ما الفائدة التي خرجت بها من القصة؟ .. شاركنا في التعليقات









