في محراب الدعاء.. تبدأ رحلة النور من بين الظلمات
في رحلة الحياة، لا يسلم الإنسان من ويلات الهموم وتراكم الكروب والشدائد. وفي هذه اللحظات، يكون اللجوء إلى الله تعالى عبر الدعاء هو الملاذ الآمن و الحصن المنيع لكل مؤمن، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ (البقرة: 186). وقد أكرمنا النبي صلى الله عليه وسلم بكنوز عظيمة من الأدعية النبوية المستمدة روحها من آيات القرآن.
أعظم هذه الأدعية وأشملها هي دعوة ذي النون، التي نجّى الله بها نبيه يونس عليه السلام كما ورد في سورة الأنبياء: ﴿...فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين﴾. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم عظيم فضلها، إذ قال: «فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له». هذا الدعاء يجمع بين التوحيد و التسبيح و الاعتراف بالتقصير، وهي الأركان الثلاثة للجوء الصادق.
مفاتيح الفرج في الأدعية النبوية
وإلى جانب هذه الدعوة القرآنية، هناك أدعية نبوية أخرى ترسم للمسلم خارطة طريق للنجاة من الضيق، وتؤكد على التوكل والاعتراف بملكوت الله كما هو أساس التوحيد القرآني:
دعاء الكرب العظيم: الذي يتضمن الثناء على الله بصفاته العظيمة والكريمة، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم». هذا الدعاء (المتفق عليه) هو مفتاح الفرج لأنه يبدأ بالثناء على الله، و الاعتراف بعظمته التي وردت في آيات مثل قوله تعالى: ﴿وهو العلي العظيم﴾ (البقرة: 255).
دعاء تفريج الهم والحزن: يجمع بين الاعتراف بالعبودية والتسليم للقضاء والتوسل بجميع أسماء الله الحسنى، وفيه إقرار بأن ناصية العبد بيد الله، تأكيداً لما جاء في سورة هود: ﴿ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها﴾.
الاستغاثة برحمة الله: «يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث». وهي استغاثة بأعظم صفتين لله عز وجل، وهما الحياة والقيومية، المذكورتان في أعظم آية في القرآن: آية الكرسي: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ (البقرة: 255).
🔹 تأمل...
هل جربت يومًا أن تجعل هذه الأدعية وردًا ثابتًا في حياتك؟









