الإمام حفص بن سليمان .. صاحب الرواية الأشهر في العالم الإسلامي

الإمام حفص بن سليمان .. صاحب الرواية الأشهر في العالم الإسلامي
2025/05/31

من أكثرِ الروايات انتشارًا في العالم الإسلامي حاليا، روايةُ حفصٍ عن عاصم الكوفي، ومهما قيل من أسبابٍ لهذا الانتشار تدور حول إتقانه وضبط قراءته، وأنها قراءة يسيرة سهلة الأداء، مما أدى إلى الإقبال الشديد عليها، لكن يبقى السبب الأقوى والأبرز هو ما كتبه اللهُ -جل ثناؤه- لهذه الرواية من القبول بين المسلمين، ولعلَّ ذلك يرجع إلى إخلاص الرجل وصدق نيته في تعلمها والإقراء بها.

فدعونا في هذه السطور نتعرف على ترجمة الإمام حفص وشيء من سيرته ومناقبه.

 

نسبه ونشأته

هو: ‌حَفْصُ ‌بنُ ‌سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْأَسَدِيُّ الْكُوفِيُّ، يُعرف بـ"حُفَيص"، ويُكنى بـ"أبو عمر". وُلد في الكوفة عام 90 هـ تقريبًا، وعاش فيها زمنًا قبل أن ينتقل إلى بغداد، حيث انتشرت روايته، وجاور بمكة فأقرأ بها أيضًا.

نشأ في بيت مهتم بالقرآن (إذ إن زوج أمه وشيخه هو الإمام عاصم بن أبي النُّجُود الذي انتهت إليه مشيخة الإقراء بالكوفة)، وكان حفص أتقن تلاميذ عاصم، وقد تميز منذ صغره بحب القرآن الكريم والعناية به.

 

📖 ضبطه وإتقانه:

أخذ حفصٌ القراءة عرضاً وتلقيناً عن الإمام عاصم بن أبي النُّجُود الكوفي (أحد القراء السبعة)، وهو أشهر مَن روى عنه، وأكثرهم ضبطًا وإتقانًا، حتى قال صاحبُ الشاطبية: 

فَأَمَّا أَبُو بَكْرٍ وَعَاصِمٌ اسْمُهُ * فَشُعْبَةُ رَاوِيهِ المُبَرِّزُ أَفْضَلَا

وَذَاكَ ابْنُ عَيَّاشٍ أَبُو بَكْرٍ الرِّضَا * وَحَفْصٌ وَبِاْلإتْقَانِ كانَ مُفضَّلَا

قال ابنُ المنادي: "قرأ على عاصم مرارًا، وكان الأولون يعدونه في الحفظ فوق أبي بكر شعبة بن عياش، ويصفونه بضبط الحروف التي قرأها على عاصم وأقرأ الناس بها دهرا طويلا".

وقال يحيى بن معين: الرواية الصحيحة التي رُويت عن قراءة عاصم روايةُ أبي عمر ‌حفص ‌بن ‌سليمان. [غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (1/ 254)]

وقال أبو هشام الرفاعي: "كان حفص أعلمهم بقراءة عاصم، فكان مرجحاً على شعبة بضبط الحروف" [التيسير في القراءات السبع للداني (1/ 6)].

 ورُوي عن ‌حفصٍ، ‌قال: قال لي عاصمٌ: "ما كان من القراءة التي أقرأتك بها، فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السُّلمي، عن عليٍّ رضي الله عنه". [معرفة القراء الكبار للذهبي (ص53)].

وذكر حفص أنه لم يخالف عاصماً في شيء من قراءته إلا في قوله تعالى في سورة الروم: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَكُم مِّن ضَعۡفࣲ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ ضَعۡفࣲ قُوَّةࣰ ثُمَّ جَعَلَ مِنۢ بَعۡدِ قُوَّةࣲ ضَعۡفࣰا وَشَیۡبَةࣰۚ﴾ [الروم ٥٤]، قرأ حفصٌ لفظي "ضعف" و "ضعفًا" في الآية بضم الضاد، وقرأ عاصمٌ بالفتح". [تاريخ القراء العشرة لعبد الفتاح القاضي (ص41)].

 

🌍 انتشار روايته

انتشرتْ رواية حفص عن عاصم في أغلب أرجاء العالم الإسلامي، خصوصًا في المشرق الإسلامي (مصر، الشام، العراق، الخليج، تركيا، شبه القارة الهندية، وجنوب شرق آسيا)، وأصبحتِ الروايةَ الرسميةَ في مصر منذ طباعة مصحف الأزهر سنة 1924م، وانتشرت بفضل الطباعة ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية لتصبح الرواية الغالبة اليوم في المصاحف والتلاوة حول العالم.

ويرجع سبب انتشارها إلى عدة عوامل، منها:

  • ضبط حفص للرواية وإتقانه لها.

  • عناية العلماء بها في المدارس القرآنية.

  • اعتماد المصاحف المطبوعة عليها.

 

🕊️ وفاته

تُوفِّيَ الإمامُ حفصُ بن سليمان الكوفي سنة 180 هـ على الأرجح، وقيل: بين الثمانين والتسعين. وقد خلّف وراءه أثرًا خالدًا في الأمة، إذ صارت روايته من أبرز وأشهر الروايات التي يُتلى بها كتابُ الله في زماننا هذا؛ فجزاه الله عن القرآن خير الجزاء.

 

📢 هل تقرأ القرآن برواية حفص؟ ما شعورك حين علمت هذه القصة؟💬

🗣️ برأيك، ما العوامل الأخرى التي ساهمت في انتشار رواية حفص؟ دعنا نقرأ رأيك في التعليقات✍️

بحث

الأكثر تداولاً

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة