وعد لا يتخلّف
قال الله تعالى:
﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ [الشرح: 5].
هذه الآية القصيرة من سورة الشرح تحمل من المعاني ما يُنير دروب القلوب المثقلة بالهموم، ويبعث الرجاء في النفوس حين تضيق سُبل الدنيا.
جاءت الآية بعد قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾ تكرارًا يؤكد أن لكل شدة يسريْن لا يُغلبان، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: «لن يغلب عسرٌ يُسرين».
أي أن الله سبحانه قدّر أن يكون مع كل مشقة فرج مضاعف، فالعسر واحد مكرر، أما اليسر فاثنان، ولهذا قال بعض المفسرين: إن مع الضيق سعتين، ومع الشدة فرجين.
وقال النبي ﷺ كما في مسند أحمد:
«واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا».
حديث يجمع بين الإيمان بالقدر، والثقة في وعد الله، والصبر على بلائه، فليس بعد الظلام إلا فجر، ولا بعد العسر إلا يسران.
سرّ الطمأنينة في الوعد
المؤمن حين يسمع هذه الآية لا يقرؤها كخبر عابر، بل يتلقاها كرسالة شخصية من ربه، تطمئنه أن ما يمر به ليس نهاية الطريق.
قال الحسن البصري رحمه الله: «لو أن العسر دخل جحرًا، لدخل عليه اليسر حتى يُخرجه».
وفي هذا المعنى بلسمٌ للقلوب؛ فالعسر لا يستقر، وإنما يزول كما يزول الليل إذا بزغ الفجر.
إن تدبّر هذه الآية يُعيد ترتيب نظرتنا للحياة، فالمحن لا تُرسل عبثًا، والابتلاءات ليست حرمانًا، بل طريق إعداد وتمحيص. ومن ذاق مرارة الصبر، علم حلاوة الفرج حين يأتي من حيث لا يحتسب.
💭 سؤال للتأمل والمشاركة:
كم مرة فرّج الله عنك بعد شدة؟
احكِ لنا موقفًا صغيرًا شعرت فيه بمعنى قوله تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا﴾.









