قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا﴾ [التحريم: 8]
نداء رباني حانٍ، يفتح باب الأمل مهما عظمت الزلّات. التوبة في الإسلام ليست هروبًا من الماضي، بل إنابة قلبية إلى الله، ورجوع إلى طريق النور بعد غفلةٍ أو انحراف. إنها لحظة ينكسر فيها القلب أمام عظمة الرب، فيغسل الدموع ما علق بالروح من أدران.
معنى التوبة النصوح :
قال العلماء: هي التوبة الخالصة التي لا عودة بعدها إلى الذنب، توبة يندم فيها العبد بقلبه، ويقلع بجوارحه، ويعزم ألا يعود، فيُبدِّل الله سيئاته حسنات.
قال الحسن البصري: "هي أن يكون العبد نادمًا بقلبه، مستغفرًا بلسانه، مقلعًا بجوارحه."
فالله سبحانه لا يطلب من عباده الكمال، بل يريد منهم صدق الرجوع، إذ قال في الحديث القدسي:
"يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك."
إنها رحمة تسبق الغضب، ومغفرة تفيض على النادمين. وكما تاب مالك بن دينار بعد رؤية ابنته الميتة تحمل القرآن، فتحوّل ليلُه صلاةً ودموعًا.
باب لا يُغلق :
باب التوبة مفتوح ما لم تغرغر الروح، وما لم تطلع الشمس من مغربها. في كل نفسٍ يخرج، فرصة للعودة قبل فوات الأوان.
فما أجمل أن يبدأ المرء يومه بعودة صادقة، يبدّل بها ماضيه رجاءً في رحمة الله، ويجد في كل صلاة دعوة للتجديد.
❓سؤال للتأمل:
ما الآية أو الموقف الذي هزّ قلبك ودفعك لتوبة نصوحة؟ شاركنا تجربتك.









