كيف نحفظ أبناءنا من العين والحسد؟!👀

كيف نحفظ أبناءنا من العين والحسد؟!👀
2025/12/03

يقول الله تعالى إخبارًا عن يعقوب عليه السلام:

﴿وَقَالَ یَـٰبَنِیَّ لَا تَدۡخُلُوا۟ مِنۢ بَابࣲ وَ ٰ⁠حِدࣲ وَٱدۡخُلُوا۟ مِنۡ أَبۡوَ ٰ⁠بࣲ مُّتَفَرِّقَةࣲۖ وَمَاۤ أُغۡنِی عَنكُم مِّنَ ٱللَّهِ مِن شَیۡءٍۖ إِنِ ٱلۡحُكۡمُ إِلَّا لِلَّهِۖ عَلَیۡهِ تَوَكَّلۡتُۖ وَعَلَیۡهِ فَلۡیَتَوَكَّلِ ٱلۡمُتَوَكِّلُونَ﴾ [يوسف ٦٧]

أمر يعقوبُ بنيه لما جهزهم مع أخيهم بنيامين إلى مصر أن لا يدخلوا كلهم من باب واحد، وليدخلوا من أبواب متفرقة؛ لأنه خشي عليهم العينَ وأنفُسَ الناس، وذلك أنهم كانوا ذوي جمال وهيئة حسنة، ومنظر وبهاء، ولكثرتهم ولكونهم أبناءَ رجلٍ واحدٍ؛ فخشي عليهم أن يصيبهم الناس بعيونهم. [ابن كثير وغيره]

وهذا الأمر من يعقوب إنما هو سبب بذله من باب التوقِّي والاحتراز حفظًا لأبنائه، ومع ذلك فقد أكد عليهم في وصيته: ﴿وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾ فجمع بين تعاطيه للسبب في السلامة من إصابة ‌العين، وبين التوكل على الله.

يقول النبي ﷺ:

«الْعَيْنُ حَقٌّ، ‌وَلَوْ ‌كَانَ ‌شَيْءٌ ‌سَابَقَ ‌الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ» [مسلم]

ويقول أيضًا: 

«أَكْثرُ مَنْ يموتُ منْ أمتِي بعدَ قضاءِ اللهِ وقدَرِهِ بالعينِ» [صحيح الجامع].

ولهذا؛ ينبغي أن نبذل ما بوسعنا من أسبابٍ لتحصين أبنائنا وحمايتهم من العين والحسد، ومن هذه الأمور:

1- تحصينهم بالأدعية والأذكار الواردة في السنة:

كانَ النبيُّ ﷺ يُعَوِّذُ الحَسَنَ والحُسَيْنَ، ويقولُ: إنَّ أَبَاكُما كانَ يُعَوِّذُ بهَا إسْمَاعِيلَ وإسْحَاقَ:

"أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كُلِّ شيطَانٍ وهَامَّةٍ، ومِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ" [البخاري]

وكذلك تعويذهم بالمعوذتيْن (سورتي الفلق والناس)، فقد قال فيهما النبي ﷺ: "ما تعوَّذَ متعوِّذٌ بمثلِهما" [صحيح أبي داود].

2- عدم نشر صور الأولاد، أو التباهي بهم في المجالس أو على وسائل التواصل.

3- تعليم الأولاد المحافظة على الصلوات المفروضة، والأذكار اليومية: كأذكار الخروج والدخول إلى البيت، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم.

4- عدم الإفراط في إظهار النعمة على الأولاد من تجميل وإنفاق؛ وإنما نظهر  من النعمة مقدار ما نأمن إصابة العين!.

بقي أن نؤكد أن الاحترازَ والتوقيَ للأولاد مشروعٌ، ولكن مع الرضا التام بقضاء الله إذا وقع لهم شيءٌ غيرُ محبَّبٍ؛ وفي المقابل نؤكد على عدم الغلو أو الوسوسة في هذا الباب، حتى لا نضيّق على الأولاد بحجة حمايتهم من العين، ﴿فَٱللَّهُ خَیۡرٌ حَـٰفِظࣰاۖ وَهُوَ أَرۡحَمُ ٱلرَّ ٰ⁠حِمِینَ﴾

🌿تحصينُ أبنائك أمانة في عنقك .. فذكّر به غيرك وشاركنا الأجر!🤝

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة