من أسماء الله عز وجل الحسنى (الْوَلِيُّ)، وهو الناصر، ينصر عباده المؤمنين، وهو أيضًا المتولي للأمر، والقائم به، وقد ورد في القرآن ١٤ مرة.
قال سبحانه: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [الشورى: 9].
وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28].
وفي السنة قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: علمني رسول الله ﷺ كلمات أقولهن في الوتر: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ).
وإذا تولَّاك الله فإن لك بشريات، منها:
يهديك للعمل الصالح، ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾ [الكهف: 17].
يخرجك من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ [البقرة: 257].
يدافع عنك ويصدّ أعداءَك ﴿وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللَّهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللَّهِ نَصِيرًا﴾ [النساء: 45].
يُؤمِّنك من خوف الدنيا وحزن الآخرة: ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾ [يونس: 62].
يرحمك يوم القيامة، قال رسول الله ﷺ: (للهِ عزَّ وجلَّ مِئةُ رَحمةٍ، وإنَّه قسَمَ رَحمةً واحِدةً بَينَ أهلِ الأرضِ، فوسِعَتْهم إلى آجالِهم، وذخَرَ تِسعةً وتِسعينَ رَحمةً لأوليائِهِ، واللهُ عزَّ وجلَّ قابِضٌ تلك الرَّحمةَ التي قسَمَها بَينَ أهلِ الأرضِ إلى التِّسعِ والتِّسعينَ، فيُكمِّلُها مِئةَ رَحمةٍ لأوليائِهِ يَومَ القيامةِ).
ومن الأسباب التي تدخلك في ولاية الله تعالى:
الإيمان والتقوى ﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ﴾ [يونس: 62، 63].
الاعتصام بالله ﴿فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ﴾ [الحج: 78].
التقرب إلى الله بالحفاظ على الفرائض، والإكثار من النوافل، كما جاء في الحديث القدسي: (مَنْ عادى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، ولا يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).
اكتب "اللهم تولّنا" إن كنت تدعو الله أن يجعلك من أوليائه.









