سورة الصف، من السور المدنية، أي: نزلت بالمدينة، وكان نزولها بعد سورة "التغابن" وقبل سورة "الفتح"، وتسمى أيضًا سورة الحواريين، وسورة عيسى عليه السلام، وعدد آياتها أربع عشرة آية.
ومن فضائلها:
ما أخرجه أحمد في مسنده عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه، قال: (تذاكَرْنا أيُّكم يأتي رَسولَ اللهِ ﷺ فيَسأَلُه: أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ فلم يَقُمْ أحَدٌ مِنَّا، فأرسَلَ رَسولُ اللهِ ﷺ إلينا رجُلًا فجَمَعَنا، فقَرَأَ علينا هذه السُّورةَ، يعني: سُورةَ الصَّفِّ كُلَّها).
وتستهدف هذه السورة أمرين أساسيين:
أولًا: أن تُقرّر في ضمير المسلم أن دينه هو المنهج الإلهي للبشرية في صورته الأخيرة، وقد سبقته صور متعددة تمهّد له، فهو خاتمة الرسالات السماوية التي أراد الله أن تكون للعالمين.
ومن ثم يذكر سبحانه وتعالى فيها رسالة موسى عليه السلام ليقرر أن قومه الذين أرسل إليهم آذوه وانحرفوا عن رسالته فضلوا، ولم يعودوا أمناء على دين الله في الأرض.
كما يذكر رسالة عيسى عليه السلام ليقرر أنه جاء امتدادًا لرسالة موسى، ومصدقًا لما بين يديه من التوراة، وممهدًا للرسالة الأخيرة، ومبشرًا برسولها الكريم.
ثانيًا: غرس شعور بعظم الأمانة في ضمير المسلم، يدفعه إلى صدق النية في العمل لإظهار دين الله ورفعة شأنه.
ومن ثم دلهم سبحانه وتعالى على وجوب الإيمان بهذه الرسالة، والسعي في نصرتها بالمال والنفس، مؤكدًا لهم أن ذلك خير لهم، على وعد بالجنة في الآخرة، وأخرى يحبونها وهي النصر المبين في الدنيا.
ووجهت السورة المؤمن إلى أمرين:
الأول: ما يجب أن يتخلى عنه من الصفات المذمومة، ومثالها: أن يقول ما لا يفعل.
الثاني: ما يجب أن يتحلى به من الصفات المحمودة ومثالها: أن يكون متجردًا لله، متضامنًا مع إخوانه، كالبنيان المرصوص.
وفي ختام السورة، كان العرض القرآني للأنموذج المتمثل في الحواريين، أنصار عيسى إلى الله تعالى.
أوجه الاستفادة:
الحث على الاجتماع وعدم التفرق.
النهي عن الأقوال التي لا تطابقها الأفعال.
دعوة المؤمنين إلى نصرة الدين بالمال والنفس.
البشارة بنصر أهل الإيمان على أهل الكفر.
الاقتداء يكون بالصالحين من اتباع الرسل.
تحدي التدبر:
هل أدركت ما هو أحب الأعمال إلى الله كما ورد في سورة الصف؟









