المشهد الذي لم يره أحد بعينه… ورآه الله في أعماق النفوس

المشهد الذي لم يره أحد بعينه… ورآه الله في أعماق النفوس
2025/12/05

 {قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (الجمعة: 11)

تمثل الآية قاعدة عقدية ومنهجية في حياة المسلم، تعالج العلاقة بين العبادة والسعي للرزق. إنها دعوة إلهية لتصحيح موازين القيمة وتقديم الباقي على الفاني.

الحادثة النبوية وأصل التشريع :

نزلت هذه الآية بعد حادثة شهيرة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقدمت قافلة تجارية (عِير) إلى المدينة. انصرف جمعٌ من الصحابة مسرعين نحو القافلة، ولم يتبق مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا عدد قليل، فكان العتاب الإلهي.

تخريج الحديث: روى الإمام مسلم في صحيحه (كتاب الجمعة) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عير إلى المدينة... فنزلت: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً}".


يُذكّر الله تعالى بأن ما ادّخر في صحائف الطاعات من الثواب والرحمة "خَيْرٌ" بلا مقارنة من أرباح التجارة العاجلة أو المتعة السريعة "مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ".

أقوال العلماء في الخيرية والرزق:

أكد كبار المفسرين على فكرة التفاضل بين الرزقين (الدنيوي والأخروي) وضرورة التوكل على مصدر الرزق الحقيقي:


الإمام ابن كثير بيّن أن لفظ "مَا عِندَ اللَّهِ" يُراد به الثواب الجزيل في الدار الآخرة، وهو أفضل من كل مكاسب دنيوية زائلة.


الإمام القرطبي أوضح أن الذي يجدونه عند الله هو أنفع وأبقى من منافع لهوهم أو كسبهم التجاري.

سؤال تدبري:
ما الخطوات العملية لنقدّم "ما عند الله" على انشغالات الحياة اليومية؟ 

مثلا أي من هذه العبادات تقدمها على انشغالات الحياة:

1- قراءة ورد يومي من القرآن 2- تفر إلى الصلاة فور سماع الأذان 3- تحافظ على قيام الليل وصلاة الفجر
 

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة