الاستعداد لرمضان .. لماذا نبدأ الآن؟!

الاستعداد لرمضان .. لماذا نبدأ الآن؟!
2025/12/04

لعلك حين قرأتَ عنوانَ هذه الفائدة حدَّثتْك نفسُك قائلةً: وأين نحن.. وأين رمضان؟! .. لا يزال أمامَنا أكثر من شهريْن! فلماذا ننشغل به من الآن؟!

والجوابُ:

  • لأننا نريد (رمضان) هذا العام مختلفًا عن الأعوام السابقة! 
  • نريد أن نحسِّن ونجوِّد عباداتنا في رمضان (الصيام والقيام والجُود والدعاء …) كما لم نفعل من قبل!
  • نريد أن نجني الثمرة الحقيقية لعبادتنا فيه: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلصِّیَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة ١٨٣]، ولا نكتفي بالأداء الشكلي للعبادات، دون أن يكون لها أثر أو انعكاس على سلوكنا  ومعاملاتنا.

لهذا كله علينا أن نتهيأ لرمضان مبكرًا، حتى لا نقع في "الفخ" الذي نقع فيه كل عام، فيباغتنا الشهر ونحن في غفلةٍ عنه، ولم نعد العُدة لاستقباله والتعبُّدِ فيه لله كما ينبغي، وبينما نحن نحاول جاهدين الانتباه من غفلتنا إذا بالشهر قد مرَّ وتفلَّت من بين أيدينا سريعًا، كما هو معهودٌ من حاله: ﴿أَیَّامࣰا مَّعۡدُودَ ٰ⁠تࣲۚ﴾ فنندم ونتحسر حينئذٍ، ولات ساعة مندم!

فلهذا؛ ينبغي أن نبادر بالاستعداد لرمضان من الآن، مستشعرين قول الله تعالى: ﴿وَعَجِلۡتُ إِلَیۡكَ رَبِّ لِتَرۡضَىٰ﴾ [طه ٨٤]، وقوله تعالى: ﴿فَٱسۡتَبِقُوا۟ ٱلۡخَیۡرَ ٰ⁠تِۚ﴾ [البقرة ١٤٨]، وقوله تعالى: ﴿ وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ﴾ [آل عمران ١٣٣].

والمبادرة بالاستعداد دليلُ صدقك على إرادة الفوز والعتق في رمضان، كما قال الله تعالى في شأن المنافقين وقعودهم عن الخروج للجهاد: ﴿وَلَوۡ أَرَادُوا۟ ٱلۡخُرُوجَ لَأَعَدُّوا۟ لَهُۥ عُدَّةࣰ﴾ [التوبة ٤٦]، قال القرطبي: "فتركهم الاستعداد دليل على إرادتهم التخلف"!

ومن فوائد المبادرة بالاستعداد لرمضان أنه إذا عرَض للمرء عارضٌ من مرضٍ أو سفرٍ أو أي عذرٍ معتبرٍ قعد به عن الاجتهاد في رمضان؛ فإنه سيكون مأجورًا بما بيَّت من نيةٍ، كما قال النبي ﷺ وهو في غزة تبوك:

"إنَّ بالمَدِينَةِ أقْوامًا، ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُمْ وادِيًا إلَّا كانُوا معكُمْ"، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وهُمْ بالمَدِينَةِ؟ قالَ: "وهُمْ بالمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ"! [متفق عليه]

وحين تكون البداءةُ من العبد في الاستعداد لرمضان تأتي المعونةُ من الله تبارك وتعالى، فقد جاء في الحديث القدسي:

"إذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ ذِرَاعًا، وإذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وإذَا أتَانِي مَشْيًا أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" [متفق عليه]

🌙 شاركنا خطتك: ما هي خطوتك الأولى والمختلفة التي ستبدأ بها الاستعداد لرمضان هذا العام؟

مع تطبيق مصحف المدينة استمتع بتفسير شامل للآيات يساعدك على فهم القرآن الكريم بسهولة

حمل مصحف المدينة الآن

مدار للبرمجة © 2021 جميع الحقوق محفوظة لشركة مدار البرمجة